سورة الرحمن - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الرحمن)


        


أي الرحمن الذي عَرَفَه الموحِّدون وجَحَدَه الكافرون هو الذي علَّم القرآن. ويقال: الرحمن الذي رحمهم، وعن الشِّرك عَصَمَهم، وبالإيمان أكرمهم، وكلمةَ التقوى ألزمهم- هو الذي عرَّفهم بالقرآن وعلَّمهم.
ويقال: انفرد الحقُّ عرَّفهم بالقرآن لعِباده.
ويقال: أجرى اللَّهُ سُنَّتَه أنه إذا أعطى نبينا صلى الله عليه وسلم شيئاً أَشْرَكَ أُمتَّه فيه على ما يليق بصفاتهم؛ فلمَّا قال له (صلى الله عليه وسلم): {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ} [النساء: 113].
قال لأمته: {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْءَانَ}.
ويقال: علَّم الله آدمَ الأسماءَ كلَّها ثم أمره بِعَرْضها على الملائكة وذكر آدمُ ذلك لهم- قال تعالى: {أنبئني بأسماء هؤلاء} [البقرة: 33] يا آدم، وعلَّمَ (نبيُّنا صلى عليه وسلم) المسلمين القرآنَ فقال صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب، والمُصَلِّي مُناجٍ ربه» قال لآدم: أُذْكُرْ ما علَّمْتُكَ للملائكة. وقال لنا: ناجِنِي يا عبدي بما عَلَّمْتُك. وقد يُلاطَفُ مع أولاد الخَدم بما لا يُلاطَفُ به آباؤهم.
ويقال: لمَّا علَّم آدمَ أسماء المخلوقاتِ قال له: أَخْبِرْ الملائكة بذلك، وعلَّمَنَا كلامَه وأسماءَه فقال: اقْرأوا عليَّ وخاطِبوا به معي.
ويقال: علَّم الأرواحَ القرآن- قَبْلَ تركيبها في الأجساد بلا واسطة، والصبيانُ إنما يُعَلَّمُونَ القرآن- في حالِ صِغَرِهم- قبل أَنْ عَرَفَتْ أرواحُنا أحداً، أو سَمِعْنا من أحدٍشيئاً.. علَّمَنَا أسماءَه.
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى *** فصادَفَ قلبي فارغاً فَتَمَكَّنا
ويقال: سقياً لأيامٍ مضت- وهو يُعلِّمنا القرآن.
ويقال: برحمته علّمَهم القرآن؛ فبرحمته وصلوا إلى القرآن- لا بقراءة القرآن يَصِلُون إلى رحمته.


قوله جلّ ذكره: {خَلَقَ الإِنسَانَ عَلَّمَهُ البَيَانَ}.
{الإِنْسَانَ}: هاهنا مجَنْسُ الناس؛ عَلَّمَهم البيانَ حتى صاروا مُمَيزَّين- فانفصلوا بالبيان عن جميع الحيوان. وعَلَّمَ كُلَّ قومٍ لسانَهم الذي يتكلمون ويتخاطبون به.
والبيانُ ما به تبينُ المعاني- وشَرْحُه في مسائل الأصول.
ويقال: لمَّا قال أهلُ مكة إنما يُعلِّمه بَشَرٌ ردَّ الله- سبحانه- عليهم وقال: بل عَلَّمَه اللَّهُ؛ فالإنسانُ على هذا القول هو محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل هو آدم عليه السلام.
ويقال: البيان الذي خُصَّ به الإنسان (عموماً) يعرِفُ به كيفيةَ مخاطبةِ الأغيار من الامثال والأشكال. وأمَّا أهل الإيمان والمعرفة فبيانُهم هو عِلْمُهم كيفيةَ مخاطبةِ مولاهم- وبيانُ العبيدِ مع الحقِّ مختلفٌ: فقومٌ يخاطِبونه بلسانهم، وقومٌ بأنفاسهم، وقوم بدموعهم:
دموعُ الفتى عمَّا يحسُّ تترجمُ *** وأشواقه تبدين ما هو يكتم
وقومُ بأنينهم وحنينهم:
قُلْ لي بألسنة التنفُّس كيف أنت وكيف حالك؟
قوله جلَّ ذكره: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ}.
يعني يجري أمرهما على حدٍّ معلومٍ من الحساب في زيادة الليل والنهار، وزيادة القمر ونقصانه، وتُعْرَفُ بجريانهما الشهورُ والأيامُ والسنون والأعوام. وكذلك لهما حساب إذا انتهى ذلك الأَجَلُ.. فالشمسُ تُكَوَّرُ والقمرُ يَنْكَدِر.
وكذلك لشمسِ المعارفِ وأقمارِ العلوم- في طلوعها في أوج القلوبِ والأسرار- في حكمة الله حسابٌ معلومٌ، يُجْريهَا على ما سَبَق به الحُكْمُ.
قوله جلّ ذكره: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ}.
ويقال: النجم من الأشجار: ما ليس له ساق، والشجر: ما له ساق.
ويقال: النجومُ الطالعةُ والأشجارُ الثابتةُ {يَسْجُدَانِ} سجودَ دلالة على إثبات الصانع بنعت استحقاقه للجلال.


قوله جلّ ذكره: {خَلَقَ الإِنسَانَ عَلَّمَهُ البَيَانَ}.
{الإِنْسَانَ}: هاهنا مجَنْسُ الناس؛ عَلَّمَهم البيانَ حتى صاروا مُمَيزَّين- فانفصلوا بالبيان عن جميع الحيوان. وعَلَّمَ كُلَّ قومٍ لسانَهم الذي يتكلمون ويتخاطبون به.
والبيانُ ما به تبينُ المعاني- وشَرْحُه في مسائل الأصول.
ويقال: لمَّا قال أهلُ مكة إنما يُعلِّمه بَشَرٌ ردَّ الله- سبحانه- عليهم وقال: بل عَلَّمَه اللَّهُ؛ فالإنسانُ على هذا القول هو محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل هو آدم عليه السلام.
ويقال: البيان الذي خُصَّ به الإنسان (عموماً) يعرِفُ به كيفيةَ مخاطبةِ الأغيار من الامثال والأشكال. وأمَّا أهل الإيمان والمعرفة فبيانُهم هو عِلْمُهم كيفيةَ مخاطبةِ مولاهم- وبيانُ العبيدِ مع الحقِّ مختلفٌ: فقومٌ يخاطِبونه بلسانهم، وقومٌ بأنفاسهم، وقوم بدموعهم:
دموعُ الفتى عمَّا يحسُّ تترجمُ *** وأشواقه تبدين ما هو يكتم
وقومُ بأنينهم وحنينهم:
قُلْ لي بألسنة التنفُّس كيف أنت وكيف حالك؟
قوله جلَّ ذكره: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ}.
يعني يجري أمرهما على حدٍّ معلومٍ من الحساب في زيادة الليل والنهار، وزيادة القمر ونقصانه، وتُعْرَفُ بجريانهما الشهورُ والأيامُ والسنون والأعوام. وكذلك لهما حساب إذا انتهى ذلك الأَجَلُ.. فالشمسُ تُكَوَّرُ والقمرُ يَنْكَدِر.
وكذلك لشمسِ المعارفِ وأقمارِ العلوم- في طلوعها في أوج القلوبِ والأسرار- في حكمة الله حسابٌ معلومٌ، يُجْريهَا على ما سَبَق به الحُكْمُ.
قوله جلّ ذكره: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ}.
ويقال: النجم من الأشجار: ما ليس له ساق، والشجر: ما له ساق.
ويقال: النجومُ الطالعةُ والأشجارُ الثابتةُ {يَسْجُدَانِ} سجودَ دلالة على إثبات الصانع بنعت استحقاقه للجلال.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8